فقد قرر مستثمرون شباب في نيجيريا أن يقتحموا السوق الإفريقي الضخم الذي ما زال في خطواته الأولى في هذا المجال.
وهم يلجؤون في تصميم الألعاب الموجهة للسوق الإفريقي للاستلهام من الواقع اليومي في لاغوس، كبرى مدن نيجيريا والتي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة.
صمم هوغو أوبي لعبة "موسكيتو سماشر" (ساحق البعوض)، وهي نسخة إفريقية من لعبة "إنغري بيردز". وتقوم هذه اللعبة على مبدأ بسيط، وهو سحق أكبر عدد ممكن من الحشرات في سبيل قهر مرض الملاريا.
وكان هذا الشاب الثلاثيني أمضى 10 سنوات في بريطانيا، حيث أدار مؤسسة توظيف، ثم قرر بعدها العودة إلى لاغوس في العام 2012 لإطلاق شركة "ماليو" لألعاب الفيديو على الإنترنت.
ولتقاسم المصاريف المرتفعة، تشترك "ماليو" التي يعمل فيها خمسة أشخاص، في مقرها الواقع في إحدى ضواحي العاصمة لاغوس مع ثمان شركات أخرى.

الواقع الإفريقي ينعكس في الألعاب

وحتى اليوم، صممت هذه الشركة 10 ألعاب يمكن الحصول عليها مجانا عبر الإنترنت، وبلغ عدد مستخدميها 20 ألفاً موزعين بين نيجيريا وبريطانيا والولايات المتحدة، وهي تستعد الآن لإطلاق نسخ من هذه الألعاب تعمل على الهواتف الذكية.
وبدأت هذه الشركة نشاطها مع لعبة "أوكادا رايد"، وفيها يجب على اللاعب أن يقود دراجة بائع بين المتاجر والحواجز وفي زحمة السير الخانقة في لاغوس.
ويقول شوكس أولوه، وهو مبرمج معلوماتي في الـ32 من العمر: "ما أحبه في ألعاب الفيديو النيجيرية هو هذه اللمسة الواقعية" من الحياة اليومية.
وينبغي على مصممي الألعاب أن يراعوا توجهات المستهلكين في سوقهم المستهدف، فبخلاف المستهلكين في دول الغرب، لا يميل الأفارقة إلى شراء الأجهزة الخاصة بألعاب الفيديو، بل يفضلون الألعاب المتوفرة على الإنترنت. واليوم، أصبحت الإنترنت تغزو البيوت في دول إفريقيا بفضل الهواتف الذكية.

نجاح خارج القارة الإفريقية

وبالتزامن مع إطلاق شركة "ماليو"، انطلقت شركة أخرى هي "كولويا"، وقد صممت 70 لعبة في سنة ونصف. وهي تأمل أن تصل إلى مليون مستخدم من مالكي الأجهزة الذكية بحلول آخر يونيو المقبل، وأن تثبت قدميها خارج حدود البلاد أيضا.
ويقول مدير الشركة لاكونل اوغونغباميلا: "هناك أشخاص كثيرون يستخدمون ألعابنا في غانا وكينيا وجنوب إفريقيا".
ويضيف: "إحدى ألعابنا جرى تحميلها كثيرا في إثيوبيا، لا نعرف ما تفسير ذلك، وهي لعبة بسيطة عن صياد يطلق النار على النسور"، مشيرا إلى ألعاب أخرى لاقت رواجاً في الصين والهند وتايلاند وتايوان.
وحين بدأت هذه الشركة أعمالها كانت تقدر بنحو 250 ألف دولار، أما اليوم فإن قيمتها ارتفعت إلى مليونين، وباتت توظف نحو 10 أشخاص.
وتخطط هذه الشركات لتصميم ألعاب مقابل بدل يدفع بواسطة الرسائل القصيرة، رغم أنها خطوة دقيقة في بلد يشتهر بعمليات الاحتيال المصرفية عبر الإنترنت.